اليوم العالمي للتوعية بنظافة الدورة الشهرية

في هذا اليوم العالمي الهام، "اليوم العالمي لنظافة الدورة الشهرية" الذي يُحتفى به في 28 مايو من كل عام، نسترجع بفخر خطواتنا المؤثرة في تعزيز صحة الدورة الشهرية من خلال حملتنا "إبقاء الفتيات في المدرسة"، التي أُطلقت في عام 2023 بالشراكة مع رابطة الطلاب الوطنية الأوغندية (UNSA).

في هذا اليوم العالمي – يوم التوعية بأهمية النظافة اثناء  الدورة الشهرية، الذي يُصادف الثامن والعشرين من مايو من كل عام – نستذكر الأسباب التي دفعتنا لإطلاق حملتنا "إبقاء الفتيات في المدرسة" عام 2023، بالتعاون مع رابطة الطلاب الوطنية الأوغندية (UNSA)، ونتأمل في الأثر الإيجابي الذي حققناه في تعزيز صحة الدورة الشهرية.

فرغم أن الحيض عملية بيولوجية طبيعية، إلا أنه لا يزال يشكل حاجزًا أمام تعليم ملايين الفتيات في إفريقيا. فالكثيرات يواجهن صراعًا صامتًا كل شهر. إذ تحرمهن ظروفهن من الحصول على الفوط الصحية أو التثقيف الكافي حول الصحة الشهرية، ما يجبرهن على التغيب عن المدرسة، أو الانقطاع عنها تمامًا. بالنسبة لهؤلاء الفتيات، لا يمثل الحيض مجرد مسألة صحية، بل تهديدًا مباشرًا لمستقبلهن.

تشير بيانات وزارة التربية والتعليم في أوغندا إلى أن الفتيات من الأسر الفقيرة يفقدن ما يصل إلى 20٪ من أيام الدراسة سنويًا بسبب عدم توفر مستلزمات النظافة الشهرية. وهذا لا يعني فقط فقدان الوقت، بل ضياع فرص حقيقية للنمو والتقدم. من هنا جاءت حملتنا، التي أطلقتها AAYC بالشراكة مع UNSA، لتطبيع الحديث حول الحيض، وتوزيع الفوط الصحية، وتقديم التثقيف حول الصحة الإنجابية في المدارس والمجتمعات.

لقد وصلنا إلى مئات الفتيات، ليس فقط بتوفير الفوط، بل بمنحهن القوة لفهم أجسادهن، والمطالبة بحقوقهن، والتركيز على تعليمهن. كما أشعلت الحملة نقاشات بناءة بين الأولاد والمعلمين وأولياء الأمور والقادة المحليين، ما ساهم في كسر حاجز الصمت والخجل، وتحويل صحة الدورة الشهرية إلى قضية حقوق إنسان وتعليم.

ونؤكد في هذا اليوم أن القضاء على فقر الدورة الشهرية ليس مجرد مسألة صحية، بل خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الرابع (التعليم الجيد) والهدف الخامس (المساواة بين الجنسين)، واللذان لا يمكن بلوغهما دون معالجة احتياجات الفتيات في مجال الصحة الشهرية. كما تتماشى جهودنا مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، التي تتطلع إلى قارة شاملة وعادلة تتيح التعليم المتكافئ لكل الأطفال، دون تمييز على أساس النوع.

لقد أرست حملة "إبقاء الفتيات في المدرسة" أساسًا قويًا، لكن الطريق ما يزال أمامنا طويلاً. نحن في مجلس الشباب العربي الإفريقي (AAYC) ننتقل الآن إلى مستوى السياسات، حيث نعمل على الدعوة إلى:

• دعم حكومي للفوط الصحية،
• دمج الصحة الإنجابية (بما فيها الدورة الشهرية) والتربية الجنسية في المناهج الدراسية الوطنية،
• تحسين مرافق المياه والصرف الصحي في المدارس.

وبهذه المناسبة، نوجه دعوة مفتوحة إلى شركائنا، والجهات المانحة، والمنظمات الشبابية، للانضمام إلينا في توسيع نطاق هذه الجهود عبر المنطقة العربية الإفريقية.

في يوم التوعية بنظافة الدورة الشهرية لعام 2025، نعيد تأكيد التزامنا بدعم جميع الفتيات في المنطقة العربية الإفريقية. وندعو الجميع للوقوف معنا من أجل مواصلة الجهد لإبقاء الفتيات في المدرسة. معًا، نبني عالمًا لا يُنظر فيه إلى الحيض كعائق، بل كطور طبيعي من اطوار  النمو.